عاش العراق في حقبة صدام حسين حياة عنوانها الحروب وعسكرة المجتمع والعوز والحصار والهجرة، وسط خوف كبير من بطش السلطة، كما تسببت الحروب في إنهاك العراق بشريا وماديا، الى يوم سقوط الطاغية صدام في 9/4/2003 الذي يصادف نفس يوم اعدام الشهيد محمد باقر الصدر واخته العلوية بنت الهدى رضوان الله عليهم في 9/4/1980
اعدام الفيلسوف الصدر والمرجع الكبير كان خسارة عظيمة ليس للعراق بل للاسلام والانسانية جمعاء لما ترك من عطاء فكري وعلمي وديني واجتماعي قل نظيره والمؤسف ان الاعدام حدث في اوج عطاء مشروع الشهيد الصدر .
وشتان بين الحدثين حدث حرم الامة ولانسانية من كوكب دري وحدث انهى حكما حتى الارض استجارت منه ، حكم لم يترك سوى الدمار والخراب والذي لازال العراق يعاني منه الى اليوم ، وقد يكون القول الوحيد الذي صدق فيه صدام حسين هو ذلك القول الذي اشتهر به (من يريد ان يستلم العراق بدلا عنا سوف نسلمة تراب ) وفعلا لقد سلموا العراق ترابا بل اسوء من ذلك بكثير ، ترك اثار نفسية وبنيوية صعب اصلاحها .
صدام الذي ضاق ذعرا من اسم الشهيد الصدر ولم يتحمل وجوده في النجف الاشرف وقد تفوق في الانتقام من خصمه على سيده يزيد اذ اعدم اخت الشهيد الصدر العلوية امنة ذلك الفعل الذي لم يفعلة يزيد مع السيده زينب عليها السلام وهذا ان دل انما يدل على نذالة وخست الحاكم ويكفي صدام جرما واحد فقط هو اعدام الشهيد واخته العلوية وهو بذلك يستحق لقب انذل حاكم ، فمن الخسة ان يقوم حاكم يملك زمام حكم دولة مثل العراق بكل قيمها وتقاليدها وعمقها العشائري ان يقدم على اعدام امرأه ذنبها انها اخت الشهيد ومن عائلة علمية مرجعية.
التاريخ اعلاه يشير الى قضية مهمة وهي اقتران تاريخ سقوط حكم الطاغية مع تاريخ استشهاد الشهيد الاول ذلك الاقتران الذي له دلالته الغيبية والتي تعني ان الدماء وخصوصا دماء العلماء لها اثار بالغة في مسيرة الامم
ولها حرمة من الصعب جدا التجاسر عليها وسوف ينال مقترف ذلك الفعل جزاءه في الدنيا نكلا وفي الاخرة عذابا اليم ولا اعتقد ان مصيرا اسوء من مصير صدام وزمرته وولده الذي انتهت اليه حياتهم .
تلك الجريمة التي جعلت خاتمة حياتهم بين قتلى فارين، وجرذ في حفرة اهان كبريائة وجبروته ، واخرها حبل مشنقه ، كما كان مصير يزيد لعنا في الدنيا كان مصير الطاغية قبرا ينبش ويحرق وتاريخا اسود، مقابل قبرا اصبح شامخا تهوي اليه القلوب ويحتفل بذكراه المؤمنون وهذا شىء يسير في الدنيا وما في الاخرة فالله هو الحاكم وهو احكم الحاكمين .سلام عليك سيدي الصدر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا لتكون شاهدا على من ظلمك وقتلك