الرئيسية / السياسية / النائب في كتلة حزب الله حسين الحاج حسن للجزيرة نت: حلفاؤنا ليسوا نسخة عنا وواشنطن تبتز لبنان لمصلحة إسرائيل

النائب في كتلة حزب الله حسين الحاج حسن للجزيرة نت: حلفاؤنا ليسوا نسخة عنا وواشنطن تبتز لبنان لمصلحة إسرائيل

التقت الجزيرة نت حسين الحاج حسن الوزير السابق والنائب في كتلة حزب الله، وحاورته حول مختلف القضايا المرتبطة بالانتخابات البرلمانية القادمة، وعلاقات حزب الله بالقوى السياسية الحليفة والمعادية، إلى جانب الملفات الإقليمية والدولية المرتبطة بفعل الحزب السياسي والمقاوم للاحتلال الإسرائيلي

بيروت – في معقل حزب الله داخل الضاحية الجنوبية لبيروت تعلو يافطات صفراء ممهورة بشعار هذه الدورة الانتخابية، والتي اختزلها الحزب بعبارة “باقون نحمي ونبني”، ومنها تفرعت عناوين كثيرة مثل “السيادة مسؤولية”، و”مواردنا مسؤولية”، وغيرها من شعارات تتلازم مع مبايعة معظم أهل الضاحية لحزب الله، فتخاطب إحدى اليافطات أمين عام الحزب حسن نصر الله “معك في السراء والضراء”.

وتأتي هذه الحملة الانتخابية بالتوازي مع أخرى يقودها حزب القوات اللبنانية مع حلفائه، والذي يخاصم حزب الله كنقطة استقطاب محورية، وترفع يافطات تنادي بـ”استعادة السيادة”، و”تحرير الدولة”، و”نزع السلاح” وغيرها.

هنا في الضاحية تتجلى بوضوح أيضا خيارات حزب الله على مدى الإقليم، فتتلاصق لافتات انتخابية بصور مقاتلين قضوا في سوريا، وتُرفع صور عملاقة للقائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ولنائب رئيس أركان الحشد الشعبي السابق أبو مهدي المهندس.

وبينما تتقاطع الشعارات في الضاحية وأحيائها يظهر ولاء بعضها لحزب الله وأخرى لحليفته حركة أمل وهما يخوضان انتخابات 2022 كأقوى حلف في لبنان، وسط صراعات مع الخصوم، وأخرى جرى تصفيرها ولو مرحليا بين الحلفاء، سعيا لنيل الأكثرية في البرلمان المقبل.

غير أن الضاحية بكل حضورها السياسي والأيديولوجي المكثف يصحو وينام سكانها على معاناتهم كلبنانيين، من دون أن تصدّع بنيان جمهور الحزب، في بلد تجتاحه أحزمة البؤس، وأضحى الفقر سمة لنحو 80% من أهله.

وفي حارة حريك حيث مكاتب نواب كتلة الوفاء للمقاومة التقت الجزيرة نت حسين الحاج حسن الوزير السابق والنائب في كتلة حزب الله، وحاورته في ملفات سياسية ساخنة، وحول مقاربة الحزب للانتخابات والاستحقاقات الداخلية والإقليمية المرتبطة به، مصرحا بأن معركتهم هي لنيل الأكثرية في البرلمان.

وبينما يواجه حزب الله اتهامات داخلية وخارجية تحمله مسؤولية الانهيار وانحلال الدولة واضطراب علاقة لبنان مع محيطه الخليجي وتوالي العقوبات الأميركية وتتهمه بتوظيف قوته وسلاحه لتكريس سيطرته ونفوذ إيران في لبنان يرفض نائب حزب الله كل هذا الطرح، ويتحفظ في إجاباته على بعض الملفات.

فهو يرفض التعليق على عودة سفيري السعودية والكويت إلى لبنان، واصفا واشنطن بالوسيط الحدودي غير النزيه، واعدا بأن جمهور حزب الله وحلفائه سيردون على العالم بصناديق الاقتراع، تحضيرا لمرحلة تتزاحم فيها التحديات، وهو عالم كغيره من ممثلي القوى السياسية المتخاصمة أن الوقت ليس في صالح أحد.

تمكن حزب الله من الحفاظ على النواة الصلبة حولها بلوائحه التي شكلها - لبنان
حسين الحاج حسن: حلفاؤنا معروفون ونخوض المعركة الانتخابية معهم (الجزيرة)

حزب الله والانتخابات

  • كيف ينظر حزب الله إلى الاستحقاق الانتخابي؟ ومع من وضد من يخوض معركته؟

نتعاطى بشكل طبيعي مع الانتخابات، وشكلنا لوائحنا بمختلف الدوائر وفق رؤيتنا السياسية، أما الشق الاستثنائي فيرتبط بما أصاب لبنان من انهيار مالي كبير، وتأثرنا بالصراعات الإقليمية الطارئة، ناهيك عن التهديدات الإسرائيلية التي لا تتوقف.

وتاليا، من الطبيعي أن يلحظ برنامجنا كل هذه العناوين، وهدفنا العمل لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني ومواجهة أسباب الانهيار ومعالجة آثارها على اللبنانيين.

حلفاؤنا معروفون ونخوض المعركة الانتخابية معهم، من شريكتنا حركة أمل إلى التيار الوطني الحر وتيار المردة وشخصيات سنية وآخرين من مختلف من الطوائف.

أما نحن فلا نعادي أحدا بالانتخابات، بل هناك خصوم يخوضون المعركة ضدنا فحسب، وعلى رأسهم حزب القوات اللبنانية، ومن خلفه ما كانت تعرف بقوى 14 آذار التي تقوم حملتها على معاداتنا، ونسوا كل الأزمات الكبرى الذين هم جزء من مسبباتها، لتكون مشكلتهم الوحيدة مع حزب الله.

وهم يفعلون ذلك لتعمية الرأي العام عن أسباب انهيار عمره نحو 30 عاما نتيجة السياسات الضريبية والدين العام وسندات الخزينة والاقتصاد الريعي الذي كرسه خصومنا بالدولة.

  • شكّل انسحاب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري من الانتخابات متغيرا كبيرا واستثنائيا بالمشهد، خصوصا أنه زعيم أكبر تيار سياسي في الطائفة السنية، كيف ينظر حزب الله إلى هذا الحدث؟

نحترم قرار الرئيس الحريري، وندرك أنه نتيجة ظروف دفعته لاتخاذه، علما أن السيد نصر الله سبق أن تمنى لو بقي الحريري بالحياة السياسية، فنحن نرى أن انسحابه أثر سلبا على المشهد الانتخابي، لأن الحريري وتياره قوة سياسية وازنة على الصعيدين السني والوطني.

ونذكّر بأننا تعاوننا مع الرئيس الحريري في مراحل كثيرة ومفصلية بلبنان، وشاركنا في حكومات برئاسته، وكان تعاونا مثمرا ومنتجا ساهم في تعزيز الاستقرار، ورغم خلافاتنا السياسية العميقة معه لكننا اختلفنا بصورة حضارية.

أثناء جولة بالضاحية الجنوبية - الجزيرة نت
من شعارات الحملة الانتخابية في الضاحية الجنوبية لبيروت (الجزيرة)
  • لكن، يقال إن حزب الله هو أكثر المستفيدين من انسحاب الحريري كونه سيتيح له فرصة الفوز بعدد أكبر من المقاعد السنية في البرلمان عبر حلفائه، وتاليا يوفر له ما تسمى “الأكثرية الميثاقية”، ما دقة ذلك؟

نحن في حزب الله نخوض المعركة الانتخابية بوسائلنا وأدواتنا واحترامنا للجميع، طبعا نسعى مع حلفائنا لحصد الأكثرية في البرلمان وليس لأخذ الثلثين كما يتهمنا البعض كجزء من التحريض ضدنا.

ومشروعنا ليس مذهبيا، ولا نستهدف مقاعد طائفة دون سواها، ونذكر أن كتلة “الوفاء للمقاومة” في البرلمانات المتعاقبة كان لديها نواب من الطائفة السنية ومن المسيحيين، وهو ما حصل بانتخابات 1992.

أما عدد المقاعد التي سنحصدها في دوائر وطوائف مختلفة وعبر حلفائنا فهو رهن الانتخابات ونتائجها القائمة على عملية ديمقراطية بحتة.

  • لاحظنا أن السيد نصر الله ركز في خطابه الأخير على دعوة جمهوره وبيئته للمشاركة بكثافة في الانتخابات، قائلا إن النتائج لم تحسم، وعبّر عن خشية من اللحظات الأخيرة كما حصل بانتخابات 2009 حين لم يفز مع حلفائه بالأكثرية، ما الذي يقلق حزب الله من الانتخابات؟

بالمبدأ، واثقون ومؤمنون بأن جمهور المقاومة سيرد على العالم بصناديق الاقتراع.

لكن، ما قاله السيد نصر الله لا يعبر عن قلق بقدر ما يرمي لتحقيق هدفين أساسيين بالنسبة لنا في الانتخابات، أولا: أن ينجح أكبر عدد من مرشحينا كحزب وحلفاء، وثانيا: أن نحصد أكبر عدد من الأصوات التفضيلية حتى يثبت جمهورنا عجز وفشل كل المؤامرات الداخلية والخارجية لإضعافنا، وتحديدا ما تقوم به واشنطن وحلفاؤها بالداخل.

  • لماذا تتهمون واشنطن وسفارات خارجية بالسعي لعرقلة إجراء الانتخابات علما أن إجراءها في موعدها أضحى مطلبا دوليا من لبنان؟

لا يوجه السيد نصر الله هكذا اتهام إلا حين يكون مبنيا على معطيات موثقة بحوزته، ويتحفظ عن كشفها، ومن الطبيعي أن يسعوا إلى هكذا محاولات، لأن المشهد الأولي للانتخابات عبر اللوائح والتحالفات أثبت أن إضعاف بيئة حزب الله مسألة مستحيلة.

  • لكن بالمقابل، رصدنا عددا لا بأس به من اللوائح المعارضة في دوائركم، وتحديدا في الجنوب، ويربطها كثيرون بتنامي حالة معارضة لحزب الله وحلفائه داخل بيئته الشيعية، كيف تتعاملون مع هذه المتغيرات؟

في البداية، دعونا نوصّف المشهد من وجهة نظرنا، هناك نوعان من اللوائح المعارضة، واحدة لا مشكلة لديها مع خيار المقاومة ضد إسرائيل، لكن تقدم وجهة نظر مختلفة عنا في الملفات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، وهذه نحترمها طالما أن موقفها واضح من المقاومة ومسألة العداء لإسرائيل، ونعتبر أن المنافسة من حقها في الحياة الديمقراطية ونرحب بخوضها الاستحقاق الانتخابي رغم اختلافاتنا المشروعة معها بمقاربة الأزمات الداخلية.

وثانية: شكلت لوائح لديها موقف سياسي ضد المقاومة وسلاحها، وهذه خصمنا، ونتعاطى معها كرأس حربة للأميركيين في لبنان.

وللتوضيح، من حق أي فئة أو شخص أو لائحة أن تختلف معنا على أي قضية، لكن بالمقابل من حقنا توصيف هذا الاختلاف.

يتكثف المشهد السياسي والايديولوجي بالضاحية الجنوبية - الجزيرة نت
يتكثف المشهد السياسي والأيديولوجي بالضاحية الجنوبية (الجزيرة)

حزب الله وحلفاؤه ما بعد الانتخابات

  • حاول حزب الله تبديد خلافات حلفائه قبيل الانتخابات، وهو ما تجلى بتركيبة لوائحكم، وبالإفطار الذي جمع فيه السيد نصر الله حليفيكما المسيحيين المتخاصمين سابقا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، هل هو تصفير مؤقت لصراعات الحلفاء تمريرا للانتخابات؟

إن كان الأمر كذلك فهو مشروع وليس خطأ، ونحن كحزب الله نتابع علاقات حلفائنا ببعضهم قبل وبعد الانتخابات ودائما، وهذا بديهي لتعزيز مصالحنا ورأب الصدع.

طبعا، من الأفضل أن نكون مع كل حلفائنا بأحسن مستوى من العلاقات والتماسك، ولكن هذا هو الواقع، ونحن نقوم بواجباتنا لجهة تنفيس الخلافات ومستوى الاحتقان وإيجاد أرضية مشتركة، ونتوفق في كثير من الأحيان، وهذا ما تجلى بتحالفاتنا في الانتخابات.

  • في الأشهر الماضية ظهر نوع من التوتر بعلاقة حزب الله مع التيار الوطني، خصوصا بعد فرض عقوبات أميركية على باسيل التي يربطها بنتائج تحالفه معكم، كيف تقاربون مسار العلاقة مع أكبر حليف مسيحي لكم؟

الحليف لا يعني أنه نسخة عنا، وحلفاؤنا لهم سياستهم الخاصة وقناعاتهم وحساباتهم، نتفق على مساحة كبيرة ونختلف على مساحة أخرى.

هناك تفاهم تاريخي بيننا وبين التيار الوطني الحر من 6 فبراير/شباط 2006، وهو يحتاج لتطوير حتما ومن دون أن يطلب أحد منا ذلك.

وأكثر ما نحتاج لتطويره مع التيار هو مقاربتنا للشأن الداخلي وأدوات التعاطي مع الانهيار، أما على المستوى الإستراتيجي فنحن منسجمون ومتفقون كليا، وبأي حال نحن نتفهم جيدا ظروف حلفائنا ومواقفهم.

هذا الموضوع ما زال في إطار النقاش الداخلي فقط نظرا لحساسيته، ونتركه لما بعد الانتخابات، خصوصا أن الرئيس عون في نهاية ولايته، ولكن تلقائيا سيتمسك حزب الله بقوة بترشيح أحد حلفائه لهذا الاستحقاق.

  • لاحظنا أن خصومكم -تحديدا القوات اللبنانية- ركزوا في حملتهم الانتخابية على شعارات السيادة واتهام حزب الله بالهيمنة على الدولة وتكريس نفوذه في لبنان، كيف سيناقش الحزب مع شركائه في البرلمان المقبل هذه القضايا الجوهرية؟

هذه اتهامات قائمة على التضليل، وهيمنة حزب الله على الدولة كذبة كبيرة، فمثلا، لو كان الحزب يهمين على الدولة لما طبق مصرف لبنان المركزي العقوبات الأميركية عليه، ولو كان كذلك لما أصدرت وزارة الخارجية بيانات ضد سياسة حزب الله في ملفات إقليمية كالحرب باليمن وأوكرانيا وبالملف السوري، ولو كان كذلك لتمكن الحزب من إدخال المازوت الإيراني بشكل رسمي عبر مرفأ بيروت لا عبر الأراضي السورية.

ونستغرب اتهامنا بهيمنة السلاح، فيما بعضهم تحالف معنا في انتخابات 2005 و2018، ويتشاركون معنا بالحكومات.

أما في ما يخص إيران فدعونا نقول إن هناك جيشا أميركيا في لبنان عبر قاعدة حماة وليس إيرانيا، في حين لا تتمكن إيران من إنجاز مشروع واحد في لبنان عبر الدولة اللبنانية، وكل مساعداتها ومشاريعها تقابلها سلطاتنا الرسمية بالرفض.

عشوائيات الضاحية في حي السلم حيث ينام ويصحو السكان على معاناتهم - الجزيرة نت
عشوائيات الضاحية في حي السلم حيث ينام ويصحو السكان على معاناتهم (الجزيرة)
  • لكن خصومكم يعتبرون أن سلاح حزب الله هو التجسيد الفعلي لقوة نفوذ إيران في لبنان، أليس كذلك؟

سلاح حزب الله كل يوم يخضع للنقاش، ومع ذلك هو غير قابل للاستنتاجات الخاطئة، وسقف نقاشنا هو بالإجابة عن سؤال: من سيدافع عن لبنان بوجه الاعتداءات الإسرائيلية؟

خصومنا يتمسكون بقرار مجلس الأمن الدولي 425 الصادر في العام 1978، والذي دعا إسرائيل للانسحاب الفوري من لبنان، واحترام سيادته ووقف الاعتداءات عليه، مقابل إقامة قوة مؤقتة تابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفل)، لكن القرار عمليا لم يطبق بالكامل، فلا رادع لإسرائيل عند حدود فلسطين المحتلة مع لبنان سوى سلاح حزب الله، وها هي ما زالت تحتل مزارع شبعا وتلال كفر شوبة والجزء الشرقي من قرية الغجر.

وللتذكير عام 1982 وقبله اجتاحت إسرائيل لبنان ووصلت إلى القصر الجمهوري إلى أن تم توقيع اتفاق الذل والعار، وهو اتفاق سمي “مشروع سلام” في 17 مايو/أيار 1983، قبل سقوطه.

  • مقابل هذا السجال الكبير يتهمكم خصومكم أيضا بتحمل مسؤولية الانهيار في لبنان، وأنكم توفرون غطاء منيعا لحلفائكم الذين توجه إليهم أصابع الاتهام بالفساد المستشري في الدولة، كيف تعلقون على ذلك؟

دعونا نذكّر بأننا لم ندخل السلطة التنفيذية كحزب الله قبل حكومة 2005، فيما من يتهموننا بذلك كانوا في حكومات حقبة التسعينيات وقبلها، ومنهم من كانوا رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومة، قبل الطائف وبعده.

وخلافا لهم لا يملك حزب الله مصرفا واحدا، ولم يساهم في بناء اقتصاد ريعي ولا بوضع سندات الخزينة، ولا بضرب الزراعة والصناعة، ومن رتب على الدولة دينا تراكميا تجاوز 100 مليار دولار ليس المقاومة.

ومن لديه ملفات فساد ضد حلفائنا فليخرج بها، لكن اتهام حلفائنا بالفساد مقابل تبرئتهم تضليل للرأي العام، ومهما كانت النتيجة فإن اتهام حزب الله بالمسؤولية عن الانهيار فيه افتراء، وهو أيضا غير مسؤول بالمطلق عما يقوم به حلفاؤه.

أما فريق 14 آذار فقسم منهم حكم لبنان قبل وبعد الطائف عشرات السنين، وهم من هندسوا كل السياسات التي أوصلت لبنان لهذا الدرك.

استعدادات حزب الله للانتخابات البرلمانية (الجزيرة)

حزب الله وتحديات الإقليم

  • عاد سفيرا السعودية والكويت إلى لبنان بعد أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين لبنان ودول خليجية نتيجة تصريحات وزير الإعلام الأسبق جورج قرداحي، كيف تجدون هذه العودة بمضمونها وتوقيتها قبل الانتخابات؟ وأي نوع من العلاقات يتطلع إليها حزب الله مع دول المنطقة؟

نرفض التعليق على هذه العودة، ونحن ماضون في مسارنا الانتخابي بمنأى عن أي تطور.

مشروعنا غير عدواني، وإذا عبرنا عن إدانتنا للحرب على اليمن مثلا فهذا حقنا بالتعبير عن موقفنا من صراعات المنطقة، نحن نطمح لأفضل العلاقات بين لبنان ومحيطه العربي والخليجي.

لكن، ثمة محاولات دائمة لاستضعافنا لأننا نعيش حالة انهيار وجعل سياستنا مرتهنة للخارج.

  • لماذا يميز حزب الله فرنسا عن القوى الإقليمية الأخرى ويتفادى الهجوم عليها، في وقت يجري الحديث عن تنسيق فرنسي سعودي بشأن لبنان؟

ببساطة، لأن قنوات تواصلنا في حزب الله مع الفرنسيين مفتوحة ومستمرة على مختلف المستويات، وتحديدا بعد المبادرة الفرنسية وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان إثر انفجار المرفأ في 4 أغسطس/آب 2020.

ودعونا نوضح، مشروع عداء حزب الله هو مع طرفين فقط: إسرائيل والإدارة الأميركية.

  • يعتبر كثيرون أن معاداتكم لأميركا ترتب على لبنان أثمانا باهظة، ماذا تريد واشنطن من لبنان برأيكم؟

لبنان يعيش تحت الضغط الأميركي، وهم ينفذون كل سياسات الابتزاز والضغط علينا، واشنطن مثلا، هي من تمنع استخراج النفط والغاز من لبنان من بلوك رقم 4، وهم ينكرون وجود نفط وغاز في هذا المكان، وتوتال حفرت في المكان الخطأ عن قصد برأينا.

أميركا تريد كل ما لا يصب بمصلحة لبنان، فهي تسعى لترسيم الحدود كما تريد إسرائيل، وأن يدخل لبنان موجة التطبيع، وأن يوطن الفلسطينيين ويُبقي النازحين السوريين لديه، وأن يكون لبنان في فلكها، ونحن رأس حربة ضد هذا المشروع.

  • يقال إن ملف ترسيم الحدود عالق في لبنان عند ما يريده حزب الله، ما موقفكم الصريح من مجريات المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل؟

نقولها دائما، نحن نقف خلف موقف الدولة اللبنانية بهذا الملف، وحزب الله تلقائيا يرضى بما ترضاه الدولة، لجهة رفض المساس بسيادتها أو التفريط بحقوقها، هذا هو المبدأ الأساسي.

لكن للأسف، هناك وسيط غير نزيه هو أميركا، وهي منحازة لما تريده إسرائيل، وبوجود هكذا وسيط نحن في حزب الله غير متفائلين بإنجاز ملف ترسيم الحدود، لأن معظم المعطيات حوله سلبية وليست لصالح لبنان.

تشييع عنصر من حزب الله سقط في الغارة على مقر للحزب في عقربا بسوريا - الجزيرة نت
تشييع عنصر من حزب الله سقط في الغارة على مقر للحزب في عقربا بسوريا (الجزيرة)
  • كيف يقرأ حزب الله التقارب المستجد بين النظام السوري ومحيطها الخليجي والعربي؟

نحن نرحب بالهدنة، ولسنا هواة عداوة وحرب بين الدول العربية والإسلامية، وما يحصل هو من حق سوريا ونرحب به، لأن من قاطعها وأخرجها من جامعة الدول العربية ينفتح عليها اليوم، وكل ما يؤدي إلى استقرار الدول العربية نؤيده.

  • إذن، ما أبرز تحديات حزب الله في المرحلة المقبلة؟

نسعى للتركيز على الداخل نتيجة الأزمات المتلاحقة، وهناك ملفات كثيرة، أبرزها الوضع الاقتصادي والمعيشي والنقدي، وستتلاحق الاستحقاقات بعد الانتخابات، وأولويتنا بالنقاش السياسي سيكون حول تشكيل الحكومة المقبلة وتسمية رئيس لها.

كما نتابع ملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت عبر الدفع نحو تطبيق القانون بمجريات التحقيق، إضافة إلى ملف مجزرة الطيونة، وسنلاحق التحقيقات حتى محاسبة من قتلوا شبابنا.

كما نتابع التهديدات الدائمة الأميركية والإسرائيلية عند الحدود وفي ملف النفط والغاز، وسنواجه كل المساعي الدافعة نحو إخضاع لبنان لتقديم المزيد من التنازلات.

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *