توكل على الله ولا يهمك ما يقولون
“في مطلع الخمسينات قررنا ان نعمل برنامجا في شهر رمضان بعد نهاية الإفطار في الروضة الحيدرية، وهذه المجالس تعتبر أول ظاهرة فريدة من نوعها في ذلك الوقت حيث كان البرنامج يتضمن القاء كلمة توجيهية وفي ذلك الوقت –في تلك الفترة كانت الحركات السياسية المسيطرة هي المدنية فقط الشيوعية والبعثية والقومية- كان القاء كلمة تتحدث عن دور الإسلام في الحياة شيئا غريبا، لان المجالس كانت عبارة عن قراءة مصيبة الائمة أو قراءة الدعاء فقط.
صعدت المنبر والناس مجتمعين في الصحن العلوي وعلامات الاستغراب بادية عليهم لانني معمم أصعد المنبر فقرأت كلمة.
الشيوعيون ادركوا خطورة هذا التحرك وكانوا خائفين منه فأخذوا يحرضون الناس بأساليبهم الخاصة –التسقيط-، كانوا يقولون بأن السيد محسن الحكيم ارسل ابنه إلى الصحن ليجمع له مقلدين، وكثر القيل والقال.
السيد الوالد قال لي: ماهي المشكلة؟ ولماذا عملتم هكذا؟
فقلت عملنا هذا الشيء بدافع مؤلف من ثلاثة عناصر:
أولا: بما أني طالب علم وعمل طالب العلم أن يعظ الناس ويرشدهم ويوجههم لذا يجب علي أن أتعلم كيف ارشد الناس واوجههم وتكون عندي جرأة أدبية.
ثانيا: بما أنه كثير من الناس يتقولون على (المعممين) وبأنهم ينامون ويأكلون فقط. ولا يعلمون الناس ولا يرشدونهم فاطروحتنا الأخيرة لا تبقي أي عذر لهم، بل تقول لهم نحن حاضرون لتعليم الناس وارشادهم ولكن أنتم لا تحضرون وهذا تقصيركم.
ثالثا: أني أرى هذا العمل فيه شيء من الإخلاص أو فيه نوع من العمل العبادي.
السيد (سماحة الامام الحكيم) قال: جيد توكل على الله ولا يهمك ما يقولون.”
((يا سبحان الله لو نظرنا لما يجري اليوم من استهداف للدين وللعمائم والمنابر ندرك ان التاريخ يعيد نفسه))
سفير المرجعية
العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم