في نكتة قديمة كنت قد سمعتها ذات يوم، تقول: أن طبيباً في مستشفى للأمراض العقلية، حاول مرة أن يختبر مجموعة من المجانيين، فرسم لهم على السبورة، صورة سيارة، ثم اخبرهم أن هذه السيارة عاطلة وطلب منهم أن يقوموا بدفعها لعلها تشتغل. فنهض الجميع من فورهم واتجهوا إلى تلك الصورة واخذوا يدفعون بها، إلا شخصاً واحداً بقى يجلس بكل ثقة، وينظر إلى أصحابه ويبتسم، كل شيء (الأداء.. الهيئة… حجم الثقة بالنفس) كلها كانت تشير إلى أن الرجل عاقل وعاقل جداً، فاتجه إليه الطبيب من فوره وقال له :لماذا لا تدفع السيارة مع زملائك، فضحك الرجل بثقة وقال :هؤلاء حفنة من المجانيين، فرح الطبيب بكلام الرجل، لكنه أراد أن يتأكد، فقال له :لماذا تعتقد أنهم مجانيين، فاجابه: صار ساعة يدفعون بالسيارة وسويجها بجيبي!
هذه النكته بالذات تذكرتها اليوم وأنا اتابع ردود الأفعال على تصريحات عدد من المحللين السياسيين الذين يتحدثون عن تغيير قادم، يتحدثون عن التغيير بنفس القدر من الثقة التي كان يتحدث بها الرجل الذي كان يدعى بأن مفتاح السيارة أو التغيير في جيبه” انا لا أقول بأن الأمور وردية ولسنا في اتون أزمة سياسية خطيرة مفتوحة الأبواب على الاحتمالات، لكن ثقة السياسي أو المحلل أو الصحفي، واداؤه وهيئته ليست بالضرورة دليلاً على صدق دعواه حتى لو زعم بأن مفتاح التغيير في جيبه.