الرئيسية / الادبية والثقافيه / علي مارد الاسدي: والملعقة الغامضة

علي مارد الاسدي: والملعقة الغامضة

الملعقة الغامضة!
كانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الظهيرة
في ذات أربعاء من ربيع عام ١٩٩٢
كنت قد حجزت غرفة في فندق شبه فارغ في بغداد.
وقبل أن أخرج لأجلب وجبة غداء من مطعم قريب
إنتبهت الى وجود ملعقة متروكة على المنضدة في الغرفة. قلت في نفسي: سأحتاج إليها عندما أعود.
لكن قبل أن أغادر واقفل الباب، داهمني شعور عارم وقوي بأن هنالك “أحد” ما قريب مني، يشاطرني السكن في غرفة الفندق، رغم اني لا أراه!
بقي هذا الشعور ملازم لي حتى بعد أن غادرت الفندق في ذلك اليوم، شعور يجعلني متيقنًا أن هناك من يمشي بقربي.
وصلت للمطعم الذي كان صاحبه كريمًا معي
حيث قدم لي أكثر من حاجتي للرز مع المرق
ثم عدت أدراجي سريعًا للفندق، لكن بمجرد أن فتحت باب الغرفة حتى وقعت عيني على الملعقة التي كنت أنوي أستخدامها، وقد إنتقلت بقدرة قادر من المنضدة الى السرير !!
سألت نفسي: كيف حدث هذا ؟!!
كنت متأكدا أن أحدًا لم يدخل الغرفة خلال الوقت القصير الذي غادرت فيه، وعندي يقين أيضا إن مكان الملعقة قد تغير بفعل فاعل.
على أي حال.. تناولت الغداء مع شعور غامر إني لست وحدي في الغرفة، ثم خطر في ذهني أن اقوم بهذه التجربة لأتأكد مما حدث:
حيث وضعت الملعقة داخل قدر الطعام، ثم أغلقته بإحكام، و وضعت فوق القدر حقيبة ثقيلة كانت معي، وقلت في نفسي:
هيا.. كررها أيها الشبح.. إن كان لك وجود حقيقي!
توضأت بعدها مباشرة وتوجهت نحو القبلة لأصلي صلاتي الظهر والعصر، فيما كان القدر والحقيبة التي فوقه خلفي.
حتى إذا أنتهيت من صلاتي، ألتفت فإذا بي أجد الملعقة من جديد تنتظرني فوق السرير !!!
نظرت للقدر والحقيبة، كل شيء كان في مكانه، لم يتحرك شيء على الإطلاق!
أسرعت.. رفعت الحقيبة.. فتحت القدر.. لم أجد الملعقة،
إذن هي نفسها، خرجت أو أخرجت بطريقة غامضة دون أن ترفع الحقيبة ويفتح غطاء القدر، دون أن يتحرك أي شيء عن مكانه!!
بقيت هذه الحادثة الغامضة في ذاكرتي الى اليوم
وقد دونتها في مسودة جمعت فيها بعض من أغرب التجارب التي لم أجد تفسيرًا لها.
علي مارد الأسدي

جميع الحقوف محفوظةلشبكة الخيط الابيض - شكرا لتعاونكم معنا