اتشرف باني كنت احد طلبه الشهيد الدكتور محمد سلمان حسن في كليه الاداره والاقتصاد -جامعه بغداد في السبعينيات وكان اول من شجعني على اكمال دراستي الاكاديميه
حيث كنت مبهورا بثقافته وتواضعه وغزاره علمه … حصل الراحل على البكلوريوس من جامعه لندن والماجستير من جامعه ليفربول والدكتوراه في الاقتصاد السياسي من جامعة أكسفورد بامتياز سنة 1958و شغل عضوية الهيئة الاستشارية لمجلس الأعمار الذي انشأ عام 1950 لرسم السياسة الاقتصادية العراقية والذي سمي لاحقا مجلس التخطيط
و ساهم في عضوية الوفد العراقي الذي ابرم الاتفاقيات الاقتصادية مع الاتحاد السوفييتي والصين الشعبية.. واليه يعود الفضل في انه اول من طالب عام 1966 بتأميم النفط العراقي وهو نفس العام الذي رفع فيه هو مع إبراهيم كبه ومصطفى علي وعبد الوهاب محمود مذكرتهم الشهيرة الى رئيس الوزراء ناجي طالب حول التحولات الاجتماعية في العراق.
.
اعتقل الحسن من اجل مواقفه الوطنية وآراءه السياسية مثله مثل حال العديد من مفكري اليسار العراق في انقلاب البعث الذي خططت له المخابرات الامريكيه في شباط 1963 وعذب ومزقت إحدى إذنه نتيجة الضرب المبرح على وجهه،وفصل من الخدمة
وبقي رغم ذلك متمسكا بمواقفه السياسية حيث رفض منصب وزير النفط الذي عرضه عليه البكر عام 1969…
كان مصيره وتقدير السلطة له بعد ان عاد الى التدريس في ألجامعه في السبعينات وكان يشرح لنا نماذج التخطيط الاقتصادي ونظرياته ان اغتالت نجله عمار لميوله اليسارية انتقاما من ابيه
في ذات الفتره طرد ايضا استاذنا العبقري ابراهيم كبه بسبب مواقفه من السياسه الاقتصاديه للنظام
ثم أودع الدكتور محمد سلمان الحسن كرها مستشفى الإمراض العقلية عام 1984 ووضع في ردهة مع المختلين عقليا الذين زودوا بالعصي والهراوات لضربه كل يوم وبعد خروجه منها منهارا مات شهيدا في اذار من عام 1989 وقد احرق العشرات مما تحتويه مكتبته في الشارع
كان يرتدي جليابا ممزقا
ويجلس حافيا على الارصفه
تذكرته اليوم حين مررت على بنايه كليه الاداره والاقتصاد وعادت بي الذكريات لسنوات طويله خلت
وتذكرت عبد الجبار عبد الله رئيس جامعه بغداد وعشرات من الاكاديميين والمثقفين الذين تمت تصفيتهم واعتقالهم وتعذيبهم في سجون البعث ترى هل توجد امه عاملت مفكريها مثل ما فعله النظام المقبور!!!
في الزمن الجميل !!!