الرئيسية / الادبية والثقافيه / كاظم ابو التايرات: قصة من زمن الشموخ والتضحية لكم كل الوفاء لأجل الوطن

كاظم ابو التايرات: قصة من زمن الشموخ والتضحية لكم كل الوفاء لأجل الوطن

قصة من زمن الشموخ والتضحية لكم كل الوفاء لأجل الوطن لا تفوتكم القراءة ……
-أبو التايرات- قصة واقعيه
جُرح على سواتر الجهاد الامامية في معارك المناطق الغربية وحملوه الى احدى المستشفيات . بقيَ فاقد الوعي فترة من الزمن . لان احدى ساقيه مبتورة .
افاق وفتح عينيه على وجهٍ جميل انه وجه طبيبة تهتم به وتداوي جراحه .
سالته الطبيبة كيف حالك ؟ ردَّ عليها بسؤالين: الاول كيف اصبح الوطن ؟ ومن انتِ ؟
اجابته :الوطن بخير ايها البطل. اما انا فالطبيبة التي تشرف على هذه الردهة .المهم صحتك .
قال :لا… المهم وطني اخشى عليه من الحريق ومن سيل الدماء .اعجبها كثيرا هذا الشاب العشائري الملامح الذي تحكي عيناه اساطير الوفاء لوطنه .
ثم سالته ما اسمك؟
فقال: انا اسمي (ابو التايرات)
فسالته: لماذا اسموك ابو التايرات ؟
قال: انا كنت احرق تايرات على سواتر القتال لاوهم (العدو الداعشي) واجعله يركّز انتباهه على نيران التايرات المحروقة ، ثم اباغته من جهة اخرى واحقق في صفوفه اصابات مباشرة.
تركته الطبيبة وذهبت الى مريض آخر غيره . وفي اليوم التالي اتته وسالته:
اين اهلك ايها (البطل ) ؟
ابتسم بالم وقال لها اهلي من جنوب العراق من ناحية (…..) بذنايب گرمة (….)قرب مدرسة (…..)
شعرت برعشة توقف قلبها . وكادت قنينة العلاج الصغيرة ان تسقط من يديها.
اغمضت عينيها وجلست على سرير فارغ قريب من سريره .
ولما هدأت سألته عن امرأة ورجل وابن لهما كان اسمه (كاظم). وكان كاظم يشبه هذا المقاتل ولكن (كاظم) كان شاباً هادئاً جميل الخلق والخلقة ، في الصف الخامس العلمي وهذا الذي امامها الان رجل يحمل بطولات الدنيا كلها . وهو ملطخ بدماء الجهاد.
قال لها انا (كاظم). ثم صمت لانه هرب من سحر جمالها الى جزيرة الصمت ، وشواطئ الجراح وسواترالجهاد ، وخاف ان يكثر من الكلام وهو تحت تاثير المخدر فيخطئ او يهذي في كلامه ، ومن الطبيعي ان الطبيبة اخذت اسمه وعنوانه من ملفه الصحي(الطبله)
الحّتْ عليه قائلةً: ارجوك انا اسالك عن المجاهد الشجاع ابو(كاظم) الذي كان بيته قريبا من المدرسة التي كان والدي استاذ(عماد…) مديرها . وانا كنت مع ابنهم (كاظم) في مرحلة الدراسة الثانوية وهو كان معي بنفس الصف لمدة خمس سنوات .
هنا نزلت من عينيه قطرات يسمونها الشعراء دموع .اما هو فيسميها امطار الذكريات ..ثم اردفت قائلة انا (هيفاء …. ……) عشت في عشيرتكم ايام طفولتي عندما كنا نسكن في بيت حكومي بجانب سياج المدرسة .
هل انت (كاظم) فعلا ؟؟
قال: دكتورة نعم والله انا (كاظم)
ابتسمت الدكتورة قائلة انتم الان في الحكومة. فانت ابن مجاهد قديم وكان ابوك من ابطال انتفاضة عام ١٩٩١ وقد اعدمته السلطة الحاكمة آنذاك …واصدقاء ابيك الان في الحكم ..فلماذا انت مقاتل على السواتر ولم تستلم منصبا او وظيفة مدنية ؟
اجابها انا اقاتل من اجل وطني وليس من اجل نفسي . وادافع عن جهاد ابي ودمه ، واخشى ان يسرقوا منا دماءنا. وعندما يسرقون الدماء سيسرقون الوطن .تحت شعارات تعجب السامع لكنها كلها مطامع .
لقد كان الفرق كبيرا بين الدكتورة وهذا المقاتل انها طبيبة من اهل الحلة تسكن بغداد ومن عائلة ثرية وهو من عشائر جنوب العراق لم يكمل دراسته . وساقه مبتورة وهو قريب من جداً من الموت.
هل يسمح لقلبه ان يعيد الذكريات ؟؟ او يفكر بالمقاتلين ومصيرهم ؟او يلملم جراحه ويعود الى نخلاته وبقراته وبقايا الزمن الصعب ؟ او يستسلم للموت الذي اخذ يقترب منه.
قال لها :ارجوك ساعديني على الخروج رغم جراحي.
سالته اين شعرك الريفي الجميل ؟ لقد كنت تغني دائما بطور داخل حسن وتكتب الابوذيه .وكنت ترتل القران بصوت جميل وترفع العلم في ساحة المدرسة وووو…
بكى وسالها هل أنت متزوجة ؟ اجابته بخجل كلا ..
ادار وجهه الى الحائط وغطى راسه قائلا لها : سلمي لي على ابيك .. قالت انه مات كما ماتت الذكريات ..ولكن ارجوك سلم لي على امك ..اجابها لن اعود الى امي ساذهب ، الى القبر او أعود الى ساحات القتال لان امي ماتت كما مات ذاك الحب .
غرست عينينها في عينيه واقسمت له ان الحب الحقيقي لم ولن يموت .
جفَّ الدمع في عيونهما ، ويبست الكلمات على شفاههما . ولكن نزلت زلازل صمت ترعب ملوك الغدر في عصر الوفاء .
اخذ يتمتم بكلمات …..قربت الدكتورة اذنها من فمه فسمعته يقول:-
أهكـذا أبــداً تمـضـي أمانيـنـا
نطوي الحياةَ وليلُ المـوت يطوينـا
تجري بنا سُفُـنُ الأقدار ماخـرةً
بحرَ الوجـودِ ولا نُلقـي مراسينـا؟
هيهات هيهات أن الدهرَ يسمع لـي
فالوقتُ يفلـت والساعـاتُ تُفنينـا
ناشدتُكِ اللهَ قُولي وارحمـي وَلَهـي
أتُرجعيـن لنـا أحـلامَ ماضيـنـا؟
ثم قال بيتاً من الابوذيه
تمنيتك تمر وتصيــــــح…بسماي
ويهل اهلال عيدالوصل..بسماي
اخبرك ما بگـــه بالعين..بس ماي
جليل الشوف والحاله رديّه
ارادت الطبيبة ان تجس نبضه ولكنها خافت ان تشعر بموته ……فامرت الممرضة التي تساعدها ولكنها قرات ملامح وجه الممرضة تقول انه ( مات )
ارادت ان ترسم على جبينه قبلة هي قبلة لقاء وفراق ، ولكنها سألت نفسها هل يجوز لامرأة مسلمة ان تقبل جثة ميت ؟
فافتى لها قلبها قائلا : نعم يجوز ،
فهوت على خده بقبلة لا يعرف اسرارها الا الله والعاشقون الاوفياء.
ثم ذهبت الى ادارة المستشفى وهي تخط خلفها ذيول اليأس لتنظم له شهادة الوفاة ، ومن المؤلم جداً ان تكتب شهادة وفاة من تحب بقلمك.
………..
القصة حقيقية وصيغت باسلوب يحفظ سرية الاسماء
منقولة من صفحة الصديق سعيد ياسين