الرئيسية / الادبية والثقافيه / ميسلون هادي :لم أرم حملي على أحد

ميسلون هادي :لم أرم حملي على أحد

في حياتي كلها لم أرم حملي على أحد، لم أدع أطفالي في عهدة أمي، لم أزعجها بمشاكلي، لم أستعن بعاملة لإنجاز أشغال البيت، لم أقبل العشت من أحد، ولم أتذوق شيئاً أسعدني إلا كان ثمرة لجهد مضن وتعب شديد. قد تقولون عني قوية جداً، أو أنني أقوى من غيري.. على العكس تماماً أنا هشة جداً، أنكسر من كلمة، وأبكي من نسمة، وأنشج حد الصداع من لقطة عابرة في فلم سينمائي، لكني، إضافة لوجود نجم في حياتي، أظن نفسي من النوع المكرّس، أي ذلك النوع الذي إذا انخرط في واجب أنجزه إلى النهاية، فلا أذكر مثلاً، أني شعرت يوماً (لأني كاتبة تحتاج الوقت الثمين من أجل عملها)، يجب إذن أن يدعم أحد من الناس دورها هذا في الحياة… هو اختيارها هي، وعليها هي فقط أن توفق بينه وبين أي دور آخر، فعودت نفسها على الاستيقاظ المبكر لإنجاز عملها قبل أعمال البيت، واتخذت للوقت حيلة نافعة جداً هي عدم تأجيل أي عمل للغد.
بالحرف الواحد كنت أفعل هذا… وقدرت أن أفعله مع أنه ليس سهلاً. ونجحت هذه الحيلة أن تجعل الوقت العزيز وفيراً معي لإنجاز أعمال كثيرة.. بل أن يتسع لتقديم العون عند الاستطاعة.. ليس لشأن شخصي فقط، وإنما لأي شأن عام يعترض حياة الناس من حولي.. الآن وقد مررت بتجربة حزن شديد، تلفت من حولي في هذا الوادي الصامت العميق، فوجدت مرة أخرى أني يجب أن أصعده بنفسي.. وأن أمضي بين قوسين أعرفهما جيداً من قبل، فلا أخاطب سوى هذه الرقيقة الهشة التي كانت جبلاً في الملمات. وأن أحاول العثور عليها مرة أخرى، موجودة كما كانت، في أوقات طويلة من الرخاء والشدة. كل عام وأنتم بألف خير.
May be an image of 2 people and people standing

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوف محفوظةلشبكة الخيط الابيض - شكرا لتعاونكم معنا